بسم الله الرحمن الرحيم
السادة شيوخ علم النفس فى مصر والوطن العربى
السادة ضيوف الجمعية المصرية للدراسات النفسية من مصر والعالم العربى
السادة ضيوف الجمعية المصرية للدراسات النفسية من اتحاد الأطباء العرب
السادة الزملاء رواد علم النفس فى مصر و الوطن العربى
الأبناء من شباب علماء النفس والطلاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وسيادتكم بخير.....
أهلا" وسهلا" بكم جميعا" فى اللقاء السنوى-عيد علم النفس- ويسعدنى باسم أعضاء مجلس ادارة الجمعية المصرية للدراسات النفسية الموقر اعلان بدء فعاليات المؤتمر السنوى السادس والعشرون لعلم النفس فى مصر والعربى الثامن عشر لجمعيتنا العريقة والتى بدأ نشاطها العلمى منذ عام 1948 من القرن الماضى بأهدافها المحددة والمعلنة وهى نشر البحوث والدراسات النفسية والنهوض بها سواء تلك البحوث التى يقع تصنيفها فى مجال البحوث الأساسية للعلم أو الجوانب التطبيقيه له.
وقد لوحظ أنه بالرغم من وفرة ما يصدر وما ينشر من بحوث ودراسات فى المجالات المختلفة لعلم النفس باللغة العربية فانه لا يتناسب مع أعداد ما ينشر منها على المستوى العالمى سواء فى المؤتمرات العلمية العالمية أو الدوريات السيكولوجية المرموقة مما يؤدى الى عدم التواصل العلمى بدرجة مقبولة.
ان صوتنا العلمى لا يصل الى العالم الخارجى بالدرجة المطلوبة بالرغم من كوننا نعيش فى قرية صغيرة ؛ فهل يرجع ذلك الى ضعف لغة التواصل وهى اللغة الانجليزية، وهل عدم الاتقان لها سيضعنا فى عزلة علمية تعوقنا من نشر بحوثنا وتحقيق أهدافنا السابق تحديدها.
ان واجبنا أن نشجع باحثينا على التواصل مع العالم من خلال حضور المؤتمرات العلمية الدولية، ونشر بحوثنا فى الدوريات العالمية وهذا ما سنسعى الى تحقيقه باذن الله وهذا بالطبع يتطلب جهدا" مضاعفا" من شباب الباحثين ، كما نناشد الهيئات العلمية المنوط بها البحث العلمى فى مصر والعالم العربى زيادة الاهتمام بتيسير التواصل العلمى من خلال المهمات العلمية القصيرة لحضور المؤتمرات وتشجيع شباب الباحثين للسفر الى الخارج فى نظام الاشراف المشترك أوالبعثات ، كذلك الاستفادة مما يتاح من برامج تدريبية فى المجالات العالمية المستحدثة فى علم النفس. ويصبح تبادل المعرفة السيكولوجية هدفا" نسعى الى تحقيقه بالاضافة الى ما سبق تحديده من أهداف .
ان الأمر يتطلب بذل المزيد من الجهد فعلماؤنا يشار لهم بالبنان عندما تتاح لهم الفرصة فى التواصل العلمى مع العالم الخارجى.
أما عن دور الجمعية المصرية للدراسات النفسية فى المشاركة فى حل المشكلات المجتمعية فيجدر الاشارة الى أننا نعانى العديد من المشكلات التى تتطلب التدخل العاجل للمشاركة فى حلها .
وقد يكون أكثرها ارتباطا" بالوقت الحاضر مشكلة الانتقاء والتوجيه التعليمى وبصفة خاصة القبول فى التعليم الجامعى وما يتطلبه من قدرات خاصة تتطلب وجود اختبارات سيكولوجية جيدة ونظم حديثه فى الانتقاء.
ومن المشكلات المجتمعية الأخرى التى تحتاج الى جهود علمية فى حلها- دمج ذوى الاحتياجات الخاصة فى التعليم ، ولا يقتصر ذلك على الاهتمام بهؤلاء الأطفال الذين يعانون بعض القصور فقط ، وانما تمتد المشكلة الى الفائقين والموهوبين والمبتكرين الذين يحتاجون الى الكشف عنهم وتوجيههم ورعايتهم ولايكون ذلك بعزلهم عن أقرانهم.
أما المشكلة العاجلة والتى أشرنا لها فى العام الماضى هى مشكلة نشر الاختبارات النفسية وعرضها لدى الناشرين وتداولها بطريقة غير قانونية مما يتطلب سرعة التدخل بوجود هيئة مسئولة عن انشاء وتقنين واستخدام وتحديث الاختبارات النفسية مثلما هو متبع فى الخارج مثل مؤسسة NFERعلى سبيل المثال لا الحصر.
هذه مشكلات هامه وغيرها فى مجتمعنا العربى كثير يحتاج منا التدخل السريع لحلها. كما يتطلب اعادة النظر فى أهداف الجمعية السابق الاشارة لها لتواكب التغيرات العلمية والاجتماعية والتى قد تتطلب رفع كفاءة الخريجين العلمية واقامة البرامج التدريبية حتى يمكننا مسايرة التغير.
وبعد.......واستمرارا" لما بدأناه العام الماضى فى أن يكون انعقاد مؤتمرات الجمعية تحت رعاية شيوخ علم النفس ...ففى هذا لقاء حميم وتلاحم للأحباء ،الأبناء والشيوخ ،الرواد والشباب .لقاء نسعى فيه لمناقشة قضايانا السيكولوجية واقتراح الحلول ومتابعتها مستخدمين فى ذلك الوسائط المختلفة المناسبة.
أما عن برنامج المؤتمر فانه يتضمن 15 جلسة علمية ، تقع فى ثلاثة أيام المؤتمر كالآتى:-
الجلسة الافتتاحية والتى أشرف فى عرض محتواها الآن وتتضمن كلمة تذكارية من كل من السيد أ.د.السيد عبد القادر زيدان أكبر المكرمين سنا" فى مصر، وأ.د.عبدالله النافع آل شارع رئيس مركز النافع للتدريب وأستاذ علم النفس بجامعة الملك سعود بالرياض-المملكة العربية السعودية وكلاهما له اسهاماته المحلية والقومية.
كما تتضمن هذه الجلسة أيضا" تكريم كوكبة من شيوخ علم النفس فى مصروالوطن العربى ، وكذلك الباحثون الذين فازوا بجوائز عن البحوث التى حددت مجالاتها من أصحابها الذين رصدوها.
كما يكرم أيضا" عدد من شباب علم النفس الذين حصلوا على الماجستير أو الدكتوراه أو الليسانس فى علم النفس فى العام الجامعى 2008-2009 ... بتميز.
أما باقى جلسات المؤتمرفسوف يعرض فى جلسات متوازية 34 بحثا" ، وجلستان متوازيتان يعرض فيها شباب علم النفس بحوثهم .
أما ندوات المؤتمر الثلاثة فقد تم توزيعها على أيام المؤتمر الثلاث .
ويقام فى اليوم الثانى والثالث للمؤتمر ورشتى عمل تدريبيتين أحدها خصص لصعوبات التعلم النمائية والاكاديمية (التقييم وبرامج التدخل) والثانية عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (التقييم وبرامج التدخل) وتستغرق كل واحدة منهما يوما" كاملا" بالتوازى مع جلسات المؤتمر.
وبعد....لا أستطيع أن أطيل أكثر من هذا حفاظا" على سير أعمال المؤتمر، وحسبى أننى أحاول أن أوجز فى عرض عناصر المؤتمر الأساسية.
أعاننا الله جميعا" على رفع شأن علم النفس فى مصر والوطن العربى، وما نصبوا الى تحقيقه من أهداف. ولا ننسى من بذلوا جهودا" فى اعلاء شأن هذا العلم الرفيع.
وفى ختام كلمتى لا يفوتنى أن أذكر بالخير والدعاء زملاء أعزاء فقدناهم هذا العام وما سبقه سواء من الشيوخ أو الرواد أو الشباب والذين تركوا فراغا" كبيرا" فيما نقوم به.
والتحية والتقدير والعرفان لكل من ساهم ويساهم بجهد فى تنظيم واعداد هذا المؤتمر وأن يجزى الله خيرا" كل من قدم من وقته تطوعا" للنهوض بعلم النفس فى مصر والعالم العربى.